شرعت أكبر سفينة لمد كابلات الطاقة وأكثر تقدماً في العالم عملها في المشروع الاستراتيجي لـ أدنوك وشركة أبوظبي الوطنية للطاقة (طاقة)، لإمداد عمليات إنتاج حقول أدنوك البحرية بطاقة صديقة للبيئة تساهم في خفض الانبعاثات الكربونية، والبالغة تكلفته 13.95 مليار درهم 3.8 مليار دولار.
يهدف المشروع، الذي يعد الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إلى تطوير وتشغيل نظام لنقل التيار الكهربائي المباشر عالي الجهد تحت سطح البحر لإمداد عمليات إنتاج حقول “أدنوك” البحرية بطاقة نظيفة وأكثر كفاءة من خلال ربطها بشبكة كهرباء أبوظبي البرية التي تشغلها شركة أبوظبي للنقل والتحكم “ترانسكو” التابعة والمملوكة بالكامل لشركة “طاقة”.
ويتطلب إنجاز المشروع حوالي ألف كيلومتر من كابلات التيار الكهربائي المباشر عالي الجهد المتضمنة ألياف ضوئية، حيث تبلغ القدرة الإجمالية المُركبة لنظام نقل الطاقة 3.2 غيغاوات، ويتضمن وصلتي ربط تحت سطح البحر ومحطتي تحويل مستقلتين للتيار الكهربائي المباشر عالي الجهد.
وكانت سفينة مد الكابلات “ليوناردو دافينشي” التابعة لمجموعة “بريزميان“، قد وصلت إلى دولة الإمارات قادمة من أوروبا لبدء عملها في المشروع على مدار أربعة شهور بشكل أوليّ، ضمن المنطقة البحرية الواقعة بين المرفأ على الساحل الغربي لإمارة أبوظبي وحقلي “زاكوم” العلوي والسفلي البحريين، والتي تعادل المسافة بين مدينتي أبوظبي ودبي. وستقوم السفينة أولاً بمد مسار من الكابلات تحت سطح البحر على طول المسافة البالغة 134 كيلومترا، ثم تبدأ بعد استكمال المرحلة الأولى بمد كابلات على طول مسار ثاني بطول 141 كيلومترا. ومن المقرر بدء التشغيل التجاري للمشروع في عام 2025.
ومن المتوقع أن يساهم المشروع في خفض البصمة الكربونية لعمليات “أدنوك” البحرية بنسبة تصل إلى 50 بالمئة عبر استبدال مولدات الكهرباء الحالية، التي تعتمد على توربينات الغاز، بمصادر أكثر استدامة من خلال شبكة كهرباء أبوظبي البرية. وسيتم إعادة توجيه أكثر من 50% من القيمة الإجمالية للمشروع إلى الاقتصاد المحلي عبر برنامج “أدنوك” لتعزيز القيمة المحلية المضافة.
تم الإعلان عن المشروع بدايةً في ديسمبر عام 2021، وتمّ تمويله من خلال شركة أنشئت خصوصًا لهذا الغرض، تملكها بشكل مشترك كل من “أدنوك” و”طاقة” بحصّة 30% لكل واحدة منهما، وائتلاف يضم كلًا من الشركة الكورية للطاقة الكهربائية “كيبكو“، وشركة “كيوشو للطاقة الكهربائية” اليابانية، وشركة الكهرباء الفرنسية “إي دي إف“، مجتمعة، بحصّة 40%، وفق نظام البناء والتشغيل والتملك ونقل الملكية.
وأصبحت “أدنوك” في يناير 2022 أول شركة في قطاع الطاقة توفّر كامل احتياجات عملياتها من شبكة الكهرباء البرية المُنتجة من مصادر الطاقة الشمسية والنووية النظيفة، عبر شراكة استراتيجية مع “شركة مياه وكهرباء الإمارات“، إذ نجحت بفضل هذه الشراكة في الحدّ من انبعاثات 4 ملايين طن من غازات الدفيئة خلال عام 2022. وتواصل “أدنوك” تسريع جهودها لخفض انبعاثات عملياتها، وزادت المبلغ المخصص للاستثمار في مشروعات خفض الانبعاثات والحلول والتقنيات منخفضة الكربون، ليصل إلى 84.4 مليار درهم (23 مليار دولار)، لتحقيق هدف الوصول إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2045.
جدير بالذكر أن “طاقة” تابعت منذ ديسمبر 2021 العديد من مشروعات التيار الكهربائي المستمر عالي الجهد تماشيًا مع أهداف الشركة الجديدة للنمو لعام 2030، للتوسع في أعمال النقل والتوزيع. وفي ديسمبر 2023، وقَّعت الشركة مذكرة تفاهم لاستكشاف إمكان إسهامها في مشروع لربط التيار الكهربائي المستمر عالي الجهد بين اليونان وقبرص بطول 900 كيلومتر.
وقبل ذلك، أعلنت “طاقة” توقيع مذكرة تفاهم إستراتيجية لاستكشاف جدوى مشروع لنقل التيار الكهربائي المستمر عالي الجهد في رومانيا، وفي وقت سابق من عام 2023، استثمرت “طاقة” 113 مليون درهم (30.77 مليون دولار)” في شركة “إكس لينكس فيرست ليميتد” لمدّ أطول شبكة كابلات تحت سطح البحر في العالم لنقل التيار الكهربائي المباشر عالي الجهد بين بريطانيا والمغرب لنقل الكهرباء المُولَّدة من مصادر الطاقة المتجدّدة إلى المملكة المتحدة.